على رغم أنها جولة استطلاعية، إلا أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر استغلها لنقل رسائل عدة عكست موقف بلاده ونظرتها الى عدد من الملفات السياسية والأمنية في لبنان. ووفق مصدر مطلع، أكد الموفد الأميركي، خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، «متانة العلاقات الأميركية ــــ اللبنانية والسعي الدائم لتعزيزها وتطويرها في كل المجالات». وقال إن الولايات المتحدة «استثمرت في الجيش اللبناني منذ عام 2005 بأكثر من ثلاثة مليارات دولار في مختلف المجالات، ولا سيما التدريب والتجهيز والتسليح، ونحن مستمرون في تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي أثبت في كل المراحل والمواجهات التي خاضها قدرة وكفاءة عاليتين». ورداً على سؤال عون عن متابعة واشنطن لوساطتها بشأن الحدود البرية والبحرية، أكد شينكر « استعداد بلاده لاستئناف نشاطها في هذا الملف، وخصوصاً أن الاقتراحات التي سبق وقدمت من الجانبين جديرة بالمتابعة»، قائلاً إن «موضوع المهلة الزمنية ممكن تجاوزه، وإذا أردتم كجانب لبناني تلازم المسارين فلا مشكلة لدينا، وإذا رفضت إسرائيل يمكن البحث عن حل وسط». وتعليقاً على الأحداث الأمنية الأخيرة في الضاحية والجنوب، عبّر شينكر «عن مخاوف بلاده من أي تصعيد يحصل قد يؤثر على الاستقرار والأمن في الجنوب اللبناني ويعرقل الجهود التي تبذل للحفاظ على هذا الاستقرار، معيداً الطرح الأميركي في شأن حزب الله باعتباره منظمة إرهابية ووجوب نزع سلاحه». وتحدث عن الصواريخ الدقيقة وعن وجود مخازن ومصانع لها في لبنان». لكن الرئيس عون أكد أن «الجهات اللبنانية المختصة قامت بالتدقيق ولم تثبت صحة ادعاءات إسرائيل». ولفت الى أنه منذ عام 2006، تاريخ صدور القرار 1701، وحتى الأمس القريب لم تحصل أي حادثة أو خرق واسع من الجانب اللبناني للقرار الدولي، بينما إسرائيل تخرق القرار يومياً براً وبحراً وجواً، فردّ شينكر: «أنصحكم بعدم التصعيد حتى لا تتطور الأمور لاحقاً الى مواجهة واسعة».
من جهته، قدم الرئيس عون شرحاً لملف النازحين السوريين بكل أبعاده، طالباً المساعدة على تسريع عودتهم الى سوريا «لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل وجود مليون وستمئة ألف نازح». وقال «نحن قادرون على التواصل مع الجانب السوري مباشرة لترتيب هذا الأمر». وعندما أبدى شينكر تخوفاً من «المضايقات والمخاطر التي يتعرض لها النازحون العائدون»، أكد عون أن «كل العائدين عادوا طوعاً وليس قسراً، ولم تردنا شكاوى عن مضايقات».
وكرر شينكر أمس مواقفه في حديث إلى برنامج «عشرين 30» عبر الـ«LBCI»، فقال إن «حزب الله يشعر بالضغط بسبب حملة الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران»، معتبراً أن الحزب «لا يستطيع صرف الأموال على مقاتليه ولا دفع الرواتب والخدمات الاجتماعية التي يقدمها». وعن العقوبات الأميركية الأخيرة على مصرف «جمال تراست بنك»، قال شينكر: «سننسق مع حاكم مصرف لبنان لضمان حقوق المودعين في المصرف»، مشيراً إلى أنه «في المستقبل سنعلن ضمن العقوبات عن أسماء أشخاص جدد يساندون حزب الله، بغض النظر عن طائفتهم ودينهم».